اطمئنوا مصر عصيَّة على المخططات المشبوهة

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

"نحن أقوياء.. لا أحد يستطيع أن يقترب من أرض مصر.. قوتنا رشيدة ولن ننجرف".. بهذه الكلمات طمأن الرئيس عبد الفتاح السيسى شعب مصر من التخوفات التى أحاطت عددا كبيرا من المواطنين بعد تكرار أخطاء أدت لسقوط أجسام غريبة فى نويبع وطابا، وهو ما جعل الرئيس يسعى لطمأنة الشعب وأن يؤكد أن مصر دولة قوية، ولكن قوتها رشيدة وذكية، ولن ننجرف تجاه أشياء قد نندم عليها.

وفى نفس السياق أوضح اللواء عادل العمدة المستشار بالأكاديمية العليا للدراسات العليا والاستراتيجية أن رسائل الرئيس عبد الفتاح السيسى تؤكد على الدور الكبير والبارز الذى تلعبه مصر فى توازن القوى بالمنطقة وأن الحفاظ على الاستقرار أمر هام جدا فى ظل التوتر المتصاعد بالقطاع.



بالإضافة الى أن كلمة الرئيس كانت تتضمن العديد من الرسائل سواء للعالم الخارجى أو دول المنطقة، حيث إن هناك رسائل واضحة وصريحة تبين مدى قوة مصر وجيشها وأنه لا يمكن المساس بها أو بأى قطعة من أرضها، ومن تسول له نفسه القيام بذلك فقد جنى على نفسه وكتب نهايته بيده.

اقرأ ايضاً| تعريفة الركوب لا زيادات| حملات تفتيشية مكثفة لمتابعة مواقف السيارات ومحطات الوقود

عادل العمدة: قلب الشرق الأوسط ومفتاح استقراره وتدير ملفاتها الخارجية باقتدار

أما عن الرسائل الموجهة للشعب المصرى أو دول الجوار وهى رسائل طمأنة وتأكيد على أن الوعى والإدراك الكامل لخطورة ما يجرى بالقطاع هو المحرك الأساسى لمصر الآن، وأن التحلى بأقصى درجات ضبط النفس والسياسة الرشيدة فى قيادة الأمور هى جزء لا يتجزأ من استراتيجيات القيادة السياسية المصرية، ولكن على الشعب ان يلتف وراء قيادته الرشيدة وان يعمل دائما على تقديم الدعم والمساعدة والتفويض التام لكافة القرارات التى يتم اتخاذها.

واكد اللواء محمد الغباشى امين مركز آفاق للدراسات الاستراتيجية والعسكرية ان القيادة السياسية على علم جيد بالموقف السياسى والطبيعة الجغرافية لمصر، وأن قدرة القوات المسلحة المصرية تفوق توقعات أى ممن تسول له نفسه الاقتراب أو حتى التفكير فى إلحاق الأذى بنا.

وأشار الى ان دولة إسرائيل تتمتع بالذكاء الكافى الذى يجعلها تدرك مدى قوة مصر وجيشها وانها لن تدخل فى اقتتال هى الخاسرة فيه لا محالة بالإضافة الى انها لن تتحمل ان تفتح على نفسها وقوتها عدة جهات وجبهات قتالية فى نفس الوقت، والذى سينتج على اثره خسائر فادحة لها ولمواطنيها على المستوى الاقتصادى والإنسانى والعسكرى.

وأضاف انه يتفهم جيدا خوف وترقب العديد من المصريين تجاه ما يجرى بالقطاع وهو ما يقلقنا جميعا، ولكن جاءت كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى الوقت المناسب لتهدئة المصريين والتأكيد على قوة مصر وصلابتها تجاه كافة السيناريوهات.

محاولات مستمرة

يقول الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسة: هناك محاولات مستمرة لجرجرة مصر وتوريطها فى الأحداث من اكثر من جهة وهذا كان يبدو واضحا جدا حتى من قبل إطلاق الصواريخ التى وقعت فى طابا وهذا هو أحد أهم أهداف من قام بإلقاء هذه الصواريخ، وأيًا كانت الجهة التى تحاول جرجرة مصر للدخول فى الصراع وأعتبرها طرفا فيه، فمصر تمتلك أنظمة دفاعية قوية جدا تجعلها تجيد التعامل مع مثل هذه المحاولات بجدارة، موضحا أن مصر دولة رشيدة وربما كانت هذه هى الرسالة الأهم التى وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال احتفال الفرقة الرابعة وهى رسالة ردع تشير إلى ان مصر تستخدم قوة رشيدة ومنضبطة تجعل لديها قدرات كبيرة والجميع يعلم هذا، ولن تدفعنا مثل هذه المشروعات الشيطانية للقيام بتصرف غير رشيد، وحتى الآن مصر تلتزم بالخط السلمى ونحن شركاء فى مشروع تحرير الرهائن فى تفاصيل كثيرة ومصر ليست طرفا فى أى صراع وهى دفعت تكلفة مواجهتها لإسرائيل سنوات وحررت أراضيها ولن تدفع التكلفة مرتين ولكن فى الوقت نفسه لن تسمح بالمساس بأرضها بأى شكل من الأشكال بالجانب إلى دعمها الدائم للقضية الفلسطينية.

ومن جانبه أضاف اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمنى أن مصر تدرك جيدا ما أصابها خلال الفترة من 25 يناير 2011 وحتى 30 يونيو 2013، هذه الفترة اصابت البلاد بشلل كبير جدا، فأعاد الرئيس عبد الفتاح السيسى تشكيل وتطوير الجيش المصرى منذ أن كان وزيرا للدفاع وكذلك الشرطة المصرية التى أمدها بما يلزم لتعويض ما أصابها من ضرر خلال التعدى عليها والذى كان مقصودا به إسقاط وزارة الداخلية لما لها من قدرات لم يتمكنوا من اسقاطها، ولا ننسى عملية تطوير القوات المسلحة التى حدثت على إثر سفر السيد الرئيس إلى روسيا ومقابلة الرئيس بوتن لإحداث عملية تنويع مصادر السلاح، وذلك بالإضافة لتطوير القوات البحرية والجوية حتى أصبحت هذه القوات على ما نراه اليوم من قوة ومكانة، وهذا ليس نتيجة لجهد يوم بل هو جهد عشر سنوات ماضية، ومن يمتلك القوة يستطيع ان يفرض السلام وهذه هى الحقيقة التى جعلتنا نفرض السلام على كل من يحاول ان يجر البلاد لمعركة لا نريدها، وكل ما يحدث الآن هو نتيجة حقد وتربص من بعض الدول التى لا تريد لنا الخير ولا السلامة ولا أن نكون رقما فى وسطهم وهذا ليس بجديد عليهم وطالما انه يتربص من تحت الستار فأهلا به واجهزتنا الأمنية على علم تام بما يخطط له.

رؤية شاملة

وأشار الدكتور احمد فؤاد أنور أستاذ اللغة العبرية وخبير الشأن الإسرائيلى إلى أن مصر تتعامل بشكل منضبط وصارم وتقوم بحماية مصالحها وتتخذ دائما التدابير اللازمة وتبلغ بها الرأى العام وتستطيع ان توصل رسائلها بشكل محدد وواضح للطرف الآخر، وما حدث فى طابا هو محل نظر وتحليل إن كان عن طريق الخطأ او عن طريق العمد وفى كلتا الحالتين فالمؤسسة العسكرية اتخذت إجراءات عاجلة وسريعة لأن لديها دائما رؤية شاملة للتعامل مع الأزمات وهو ما نحاول طمأنة الرأى العام به لأن القيادة السياسية فى مصر تمتلك من الحكمة والقدرة ما يجعلها تنجح فى إدارة الأزمات.

تشكيل الوعى

ويقول الدكتور حامد فارس أستاذ العلوم السياسية الدولية إن تشكيل الوعى فى الآونة الأخيرة لكافة أطياف الشعب هو ما أدى الى جاهزية مصر وقدرتها على مواجهة أى مخاطر تهدد حدودها من كل الاتجاهات وجعلها مستقرة كالصخرة بسبب تكاتف كافة أطياف الشعب المصرى خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يدير الازمة بذكاء شديد على الرغم من كل محاولات جر مصر لحرب خاصة بعد قمة القاهرة للسلام والتى كانت دلالة واضحة على أن مصر خاضت حربًا دبلوماسية كبيرة وقوية للغاية، لإيصال رؤيتها الاستراتيجية. ودليل على استقراها بفضل تكاتف شعبها وقيادتها السياسية.

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية أنه من خلال الرؤية الاستراتيجية للدولة المصرية، كانت تحذر دائماً من انفجار الأوضاع داخل الأراضى الفلسطينية، لافتاً إلى أنه لو لم يكن هناك حل حقيقى للسلام يكون دافعًا له سيؤدى إلى اتساع دائرة العنف.

وأكد الدكتور محمد عبدالعظيم الشيمى، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان ان الدولة المصرية قادرة تماما على مجابهة أى مخاطر تحيط بها مهمها كانت قوتها لان الله حباها جيشا قويا وشعبا يتكاتف دائما مع قيادته السياسية التى تدير الازمة بذكاء شديد.

وأضاف الشيمى ان الرئيس عبد الفتاح السيسى حارب حربا شرسة حتى يعود الاستقرار الى مصرنا الحبيبة لذلك أصبحت مصر تستطيع ان تدير ملف القضية الفلسطينية فى ظل اوضاع الحرب الصعبة هناك بطريقة أجبرت العالم كله على ان يحترمها.

واستطرد أن قمة القاهرة للسلام أبرزت عدة سمات مهمة جدًا، أهمها أن مصر لم تكن ترى فى هذا المؤتمر أى نوع من التوافق بين القوى والأطراف المشاركة، مضيفاً أنه كان ضروريا لوضع المجتمع الدولى أمام مسئولية مهمة وهى مسئولية مواجهة الوضع غير الإنسانى فى ظل مجموعة من جرائم الحرب المتتالية التى يوجهها العدو الإسرائيلى لأبناء فلسطين دون رحمة أو احترام حرمة.

واختتم الدكتور عبد العظيم الشيمى حديثه قائلا إن مصر أعطت درسا للعالم كله أن امتلاك القوة واستخدامها بطريقة رشيدة يحافظ على سيادة الدول ولا تعتدى.